سهيل عرفة


سهيل عرفة

المقال من إعداد المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس

        لانجافي الحقيقة إذا قلنا أن الموسيقي المبدع سهيل عرفة ، هو ابن بيئته الدمشقية على الصعيد الموسيقي . بجمله الموسيقية الرشيقة . فهو في ذلك امتداد لمصطفى هلال ورفيق شكري . وسهيل عرفة استطاع أن يطبع باسلوبه في التلحين أصواتلً عربية كبيرة ، لا أن ينطبع بها . فكا أن كون لنفسه هوية موسيقية خاصة ، نستطيع أن نلمسها في مئات الألحان التي قدمها لنا حتى الآن .

الولادة والنشاة:

وسهيل عرفة نشأ في عمق البيئة الدمشقية الشعبية . فهو من مواليد زقاق الشيخ في حي الشاغور بدمشق في الثالث والعشرين من تشرين ثاني 1935 . نشأ في بيئة محافظة جداً . كان والده يصطحبه معه إلى المسجد في المناسبات الدينية ، فيستمع الطفل سهيل إلى التواشيح والأناشيد الدينية ، فيطرب لها ويحفظها . وفي المدرسة كان متفوقأ في تجويد القرآن الكريم . إذ كان ذا صوت جميل .وكان القيمون على مسجد الحي يسمحون له بأداء التذكير والأذان ليلة الجمعة .  وما أن كبر قليلاً حتى أخذ الغناء يشده ، فكان يوفر مصروفه اليومي ، ليذهب كل اسبوع أو اسبوعين إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام الغنائية لعماقة الطرب ، وخاصة فريد الأطرش .وكان يحضر الفيلم عدة مرات . في المرة الأولى يكتب كلمات الأغاني حتى يحفظها ، وفي المرات التالية يحفظ الألحان حتى يتقنها .

وما أن شب قليلاً حتى انخرط في العمل ، فعمل في مهن عديدة ، حتى استقر في مهنة تصليح أجهزة الراديو عند احمد قوادري . وأعجبته المهنة ، لأنها أتاحت له فرصة الاستماع للغناء . كما وفرت له دخل يساعده على الاكثار من مشاهدة الأفلام السينمائية الغنائية . وكانت تبهره اغنيات أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش . وأصبح عنده هاجساً لترجمة أحاسيسه ، ورغبة أن يقدم شيئاً بصوته . وكان شقيقه الأكبر صاحب صوت جميل ، ويغني في الأفراح وله صديق عازف عود اسمه محمد حلواني ، فرجاه سهيل أن يعطيه دروساً في العزف على العود . وبالفعل تلقى منه خمسة دروس في العزف السماعي على العود . وهنا واجهته مشكلة التمرين . غذ أن ذلك مستحيلاً في المنزل حيث الأب المتعصب جداً . ومع ذلك اشترى آلة عود ، وأدخلها سراً إلى غرفته. وكان ينتظر حتى يخرج والده من المنزل ، فيقوم التدرب عليه . ولكتشف واله العود فحطمه ، ونال سهيل منه عقاباً شديداً . ووفر ثمن عود جديد ، وعندما اكتشفه الوالد حطمه أيضاً . وفي تلك الفترة انتقل للعمل في محل آخر لصاحبيه سعيد شماع وعدنان حبال ، وكان المحل في شارع النصر قرب مبنى الإذاعة القديمة .

البدايات:

وتلعب الصدف دورها في دفعه باجاه الفن الذي أحبه . فذات يوم حضر إلى المحل الفنان عبد العزيز الخياط والد عازف القانون أمين الخياط . وطلب أن يرافقه شخص إلى المنزل لاصلاح ىلة تسجيل عنده ، وأرسل سهيل عرفه إلى هذه المهمة . وفي المنزل أصلح المسجلة بسرعة ، ولفت انتباهه عود في الغرفة ، فعزف عليه ، وأعجب عزفه عبد العزيز الخياط . فدعاه إلى إحدى السهرات التي كانت تنعقد في المنزل ، وكانت تضم امير البزق محمد عبد الكريم وعدنان قريش ورفيق شكري . وفي السهرة عزف على العود وأدى بصوته إحدى أغنيات فريد الأطرش ، فلفت غناؤه النتباه عدنان قريش ، وطلب منه الحضور في اليوم التالي إلى الإذاعة لتقديمه في برنامج (الوان) الذي كان يقدمه عبد الهادي البكار . وقدم في البرنامج أغنية ( نورا ) لفريد الأطرش ، ونجح وتم اعتماده مطرباً في الإذاعة .كان ذلك عام 1958 .

من حسن حظ سهيل عرفه أن المحل الذي كان يعمل فيه ، كان قبالة مكتب مجلة الدنيا التني يتولى رئاسة تحريرها عبد الغني العطري . وكان يتردد على المجلة جميع المطربين والملحنين وشعراء الأغنية . مما ساعده على التعرف عليهم . وعمله مطرباً في الإذاعة شغله عن عمله الأصلي ، فترك العمل ليتفرغ للغناء . وفي تلك الفترة ، تعرف على شخص اسمه سامي المرادني قام باعطائه بعض المعلومات الموسيقية التي ساعدته على التلحين . وبالفعل قام سهيل عرفه بوضع بعض الألحان لصوته .وفي ذاك العام (1958) خاض غمار التلحين لأول مرة ، حين لحن لفهد بلان أغنية (يابطل الأحرار) ، وكان فهد مايزال مردداً في الكورس ، فكان سهيل عرفة أول من لحن له .

 

الفرصة الكبيرة:

 

في ذاك العام ( 1959 ) جاءته الفرصة الكبيرة التي أدخلته الوسط الفني من بوابته الكبيرة .فقد كان سهيل عرفة على صداقة مع الصحفي عدنان مراد ، وذات يوم اصطحبه إلى المطربة نجاح سلام التي كانت تعمل على أحد مسارح دمشق . ووراء كواليس المسرح أسمعها ثلاثة ألحان له ، فوافقت على غنائها فوراً . وكان من عادة نجاح سلام تشجيع المواهب الشابة . لكن سهيل لم يصدق ذلك ، وظن ان موافقتها مجرد مجاملة لعدنان مراد . لكن مراد أكد أنها جادة ، وأن التسجيل سيتم قريباً . وبالفعل بعد أيام قليلة دخلنا استديو الموسيسقا في إذاعة دمشق ،وسجلت نجاح أولى هذه الأغنيات وعنوانها ( رمانا بحبو ياقلبي ) كلمات عمر حلبي ، ولحنها يتميز بالطرب . وبهذه الأغنية تم تصنيف سهيل عرفة مطرباً في إذاعة دمشق .

هذا النجاح أعطى سهيل عرفة داقعاً قوياً لتعلم الموسيقا . وبتشجيع من عمر حلبي اتجه إلى تعلم الموسيقا ،فتتلمذ على يد الموسيقي ميشيل عوض الذي علمه الموسيقا الشرقية ومقماماتها وأوزانها إضافة إلى النوتة ، وتعلم الهارموني من مطيع المصري . وكان في تلك الفترة يتردد على معهد الفنان حسن دركزللي ، ويحضر السهرات التي كانت تقام فيه ، وتضم ععداً من الموسيقيين مثل أمير البزق محمد عبد الكريم وعدنان قريش . وكانت هذه السهرات مفيدة له ، إذ أمدته بمعلومات موسيقية جديدة ، كما كان يتابع تدريبات فرق المعهد . وقدمت له فرق المعهد أكثر من لحن من خلال البرنامج الإذاعي الاسبوعي المخصص للنادي في إذاعة دمشق . وكان في ألحانه يطبق ما يتعلمه من ميشيل عوض ومطيع المصري .

في ذاك الوقت كان المخرج السينمائي محمد شاهين مديراً للمسرح العسكري بدمشق . وكان المطرب سمير حلمي يؤدي الخدمة الالزامية . فطلب سهيل عرفة من شاهين نقل سمير حلمي إلى المسرح العسكري ، وتم ذلك فعلاً . ولحن سهيل عرفة لسمير حلمي أول أغنية خاصة به وهي ( ياوطني غالي علي ) كلما ت عدنان مراد . وتلقى سهيل عرفة على اللحن كتاب شكر من لجنة الاستماع في إذاعة دمشق .

         في نفس العام ( 1959 ) زار دمشق حليم الرومي لتسجيل موشح( غلب الوجد عليه فبكى ) ونشيد ( إذا الشعب يوماً أراد الحياة ) بصوته . فلفت رئيس دائرة الموسيقا في إذاعة دمشق يحيى السعودي نظره إلى سهيل ، وأسمعه لحنه لنجاح سلام . فدعا حليم الرومي سهيل عرفة إلى بيروت . وأتلحت له زيارته إلى بيروت فرصة كبيرة للتعرف على عدد من المطربات والمطربين اللبنانيين ، ولحن في تلك الزيارة لنصري شمس الدين أغنية ( ليلى) وسجلت في إذاعة بيروت . وكان حليم الرومي رئيس دائرة الموسيقا فيها .

ورطتان:

بعد عودة المطربة كروان من أمريكا ، قررت دائرة الموسيقا أن تغني لحنين ، احدهما لنجيب السراج والثاني لسهيل عرفة . فكان سهيل أمام مسؤولية كبيرة ، إذ سيقارن لحنه بلحن نجيب السراج . وبالفعل لحن لها أغنية ( أنا يللي رميت حبي/ لخلّص قلبي من نارو ) كلمات عمر حلبي . لكن اللحن أوقف تنفيذه ، لأن تيسير عقيل رفضه . ولم يترك لسهيل أية فرصة للدفاع عن نفسه . لكن في اليوم التالي تدخلت لجنة الاستماع ، وتم اصلاح الموقف ، وسجل اللحن .

في سنة 1960 تم افتتاح التلفزيون ، وبهذه المناسبة كلف المشرف الموسيقي غالب طيفورسهيل عرفه أن يضع لحناً لمطربة لبنانية اسمها سلمى رعد . وكان سهيل قد وضع لحناً لياسين محمود ، وبعد أن غناه أحس عرفه أنه يجب أن تغنيه بنت .فأعطاه لسلمى . وتم تسجيل اللحن  في استديو سلامة الأغواني . وكا رئيس الفرقة الموسيقية مصطفى هلال . وأذيع اللحن من التلفزيون ونجح . وهنا كانت الطامة الكبرى على سهيل عرفه .إذ قام البعض بابلاغ الأمير يحيى الشهابي المدير العام للإذاعة والتلفزيون أن هذا اللحن قديم ومسجل في إذاعة دمشق . فاتخذ الأمير الشهابي قراراً بمنع سهيل عرفة من دخول الإذاعة والتلفزيون . وكان ذلك يشكل كارثة بالنسبة لسهيل عرفة . وتدخل الصحفي عدنان مراد وآخرون وتم اصلاح الأمر .

مع رفيق سبيعي:

 

كان في التلفزيون برنامجاً منوعاً يقدمه عاطف حلوة . وكان رفيق سبيعي يقدم في كل حلقة أغنية انتقادية . فلحن له سهيل عرفة أغنية ( شيش بيش ) كلمات سمير المصري ، وتنتقد بعض العادات الاجتماعية السيئة مثل الجلوس في المقاهي ولعب القمار .ثم أتبعها بعدة ألحان أخرى منها ( درن درن يازعبوب ) ، (خدلك سيكاره ) ، (قعود بحبك ) ، (حبوباتي التلموذات ) .

مع دلال شمالي:

 

من أهم محطات سهيل عرفة الفنية محطته مع المطربة اللبنانية دلال شمالي .وعندما جاءت إلى دمشق أوائل الستينات من القرن العشرين ،بدأ التلحين لها . فاصطحبها إلى حلب وإذاعتها التي كان مديرها سامي جانو، ولحن لها لإذاعة حلب أغنيتين ( فنجان القهوة المرة ) و (عينك ع النار شعّلها ) و( ما يطلبه المستمعمن )، والأغنيتان كلمات حسين حمزة . وبعد قيام ثورة الثامن من آذار لحن لها ثلاث أغنيات وطنية من شعر خليل خوري ، وهي ( من قاسيون أطل ياوطني ) ، (قلعة التحدي )،(المعجزة ) . وحققت الأغنيات الثلاثة نجاحاً كبيراً

ألحانه في الاسكتش:

خاض سهيل عرفه غمار تلحين الاسكتشات . فلحن اسكتش ( الفيلسوف البخيل) بطولة عبد اللطيف فتحي ومشاركة الممثلين طلحت حمدي ونزار فؤاد و ميليا فؤاد ونور كيالي و محمد العقاد و سامية الجزائري / ومدته نصف ساعة ، ووضع كلماته عمر حمدي . والاسكتش يفلسف البخل على لسان عبد اللطيف فتحي . ولحن لثلاثي الأضواء العديد من الاسكتشات الناقدة . ومن أهم الاسكتشات التي لحنها اسكتش (لقاء في جهنم) الذي كتبه عمر حلبي وشارك فيه تمثيلاً وغناء طلحت حمدي ونور كيالي ونزار فؤاد والمطربة دلال شمالي ، وصور الاسكتش للتلفزيون بطريقة سينمائية .

 

مع صباح:

 

من المحطات الهامة في مسيرة سهيل عرفة الفنية ، محطته مع المطربة صباح . وكان الفضل في تعرفه عليها المنتج السينمائي السوري تحسين قوادري . وأول لحن قدّمه لها ( آخد قلبي سكارسة من الشام لبيروت ) كلمات فوزي المغربي . ونجحت الأغنية ، لكن النجاح الأهم لسهيل عرفه مع صباح كان في أغنية ( ع البساطة ) . هذه الأغنية عرفت المستمع العربي على سهيل عرفه بشكل واسع . ووضعته في مصاف الملحنين العرب الكبار .

ولأغنية ( ع البساطة ) حكاية . ففي أواخر الستينات من القرن العشرين قرر المخرج اللبناني محمد سلمان اخراج فيلم سينمائي ، تقوم ببطولته المطربة صباح والممثل المصري فريد شوقي .

وطلب محمد سلمان من سهيل عرفة تلحين أغنية تناسب أحد مشاهد الفيلم لتغنيها صباح فيه . فلحن سهيل عرفة أإنية من كلماتالشاعر الغنائي اللبناني ميشيل طعمة عنوانها ( ع الابساطة ) . وكانت الأغنية باللهجة الشامية . لكن فريد اعترض على كلمات الأغنية ، ووصفها بأنها ليس لها طعم . وكان لرأي فريد شوقي دور حاسم في الأمر، لأنه شريك في انتاج الفيلم . إلا أن سهيل عرفه تجاهل اعتراض فريد شوقي وقام بتلحين الكلمات . فكانت أغنية جميلة ورشيقة ، تتحدث كلماتها بلسان فتاة مستعدة للعيش مع شاب فقير حياة بسيطة في غرفة صغيرة بعيداً عن القصور.

وتأزمت الأمور بين سهيل عرفه وفريد شوقي . واصر فريد على رفضه ادراج الأغنية غي الفيلم . وأصر سهيل عرفة بدوره على الأغنية . وعرض على صباح التدرب عليها وحفظها لتقديمها في حفلاتها بعيداً عن الفيلم فوافقت . فقد استحوذت الأغنية على اعجابها . وبالفعل قامت صباح بحفظ الأغنية وسجلتها في إذاعة دمشق . وصادف أن كانت سورية في تلك الأيام تحتفل بذكرى ثورة الثامن من آذار. فقدمت صباح الأغنية في حفلة على مسرح سينما الزهراء بدمشق . وقام التلفزيون العربي السوري بنقل الحفلة على الهواء مباشرة .. وصادف أن كان فريد شوقي في دمشق ، وشاهد الحفلة على شاشة التلفزيون ، واستمع إلى أغنية ( ع البساطة) من صباح، فوجدها أغنية جميلة على غير ماتوقعها . فسارع إلى الاتصال بسهيل عرفه وهنأه على اللحن الجميل للأغنية ، وقال له ( أنت خلقت من الفسيخ شربات ) ، وهذا مثل مصري يقال عندما يصنع شخص من شيء تافه شيئاً جميلاً . ووافق فريد على ادراج الأغنية ضمن الفيلم الذي حمل عنوان ( أهلاً بالحب ) وعرض عام 1967 . ولشدة اعجاب فريد شوقي ومحمد سلمان بالأغنية ، تم الاعلان عنها في أفيش الفيلم . وبعد عرض الفيلم نالت ألأغنية شهرة عربية واسعة .

وفي إحدى حفلاتها في القاهرة  ، قدمت صباح عدة أغنيلت منها ( ع البساطة ) . وفي اليوم التالي كان الناس يرددون الأغنية في الشوارع .وفي زيارة لمحمد الموجي إلى دمشق قال لي :

– ياابن الإيه .. أسهر ليالي أنا والشاعر محمد حلاوة عشان نعمل غنوة لصباح ( والله واتجمعنا تاني ياقمر ) ، تجي انت ترميني بالبساطة .

لحن سهيل عرفه لصباح أغنيات أخرى . ففي فيلم ( إيدك عن مراتي       ) لحن لها أغنية ( شوهالليله ) . ومطلعها مأخوذ من عبارة تردد في عراضات الأعراس . وفي هذا الفيلم يظهر سهيل عرفه للحظات في العراضة التي تقام لعريس صباح ( في الفيلم طبعاً ) وهو الممثل المصري ابراهيم خان . كما لحن لها أغنيات( بياع التفاح ) ، ( فوق النخل ) ، ( ياأسمراني اللون ) ، والأغنيتين الوطنيتين ( عاشقه وطني ) و ( تسلم وتعيش ) .

 

 

مع وديع الصافي:

 

الفنان الكبير وديع الصافي كان لسهيل عرفه معه محطة هامة . وللقاء الأول بينهما كان في اسكتش ( بلدي الشام ) الذي كتب كلماته حسين حمزة لحنه سهيل عرفة ، وشاركت وديع الصافي بالغناء فيه فاتن حناوي . ولحن لوديع عدة أغنيات في مسرحية ( هي ياتشرين ) انتاج المسرح العسكري ، ثم أغنيتي ( يازماني ) و ( مشتاق زور الحي ) كلمات عيسى أيوب . لكن النجاح الكبير لسهل عرفة مع وديع الصافي كان في أغنية ( يادنيا ) كلمات عيسى أيوب . وكان عرفة قد لحنها بالأساس لسميرة بن سعيد ( كما كان اسمها آنذاك واليم اسمها سميرة سعيد) . وفي أحدى السهرات غناها سهيل أمام ويع الصافي بمرافقة عوده ، فأعجب وديع بها وطلب غناءها ، فأعلمه سهيل أن سميرة بن سعيد غنتها ، لكن وديع أصر على غنائها . وسجلها بصوته في إذاعة دمشق . وحقق سهيل عرفه الأغنية المزيد من النجاح .

مع نجاح سلام:

 

        بعد البداية الناجحة لسهيل عرفه مع نجاح سلام في اغنية ( رمانا بحبو ) , توالى تعامنه معها ، فلحن لها العديد من الأغنيات . وهذه الأغنيات ( الله الله ياسعدو ) وغنتها نجاح في الحفل الذي أقيم في مطار ضمير بتاريخ 21 تموز 1966 . وعندما تم توقيع عقد انشاء سد الفرات عام 1969 ، غنت نجاح من كلمات فوزي المغربي وألحانعرفه ( الميّه فرات ) . ولحن لها أيضاّ ( زارني ) التي غنتها ابنته أمل بعد ذلك ، و( والله لانصب تلفون ) كلمات خالد حمدي و( ياحبيب قلبي يا أسمر) كلماتعمر حلبي . ولحن لها موشحاً قدمته في تمثيلية ( رابعة العدوية ) لإذاعة بيروت .

ألحان في السينما:

 

        إضافة لما لحنه سهيل عرفه لصباح في أفلامها ، لحن الكثير من الأغنيات التي قدمها كبار المطربين العرب في السينما . وأول أغنية قدمها في السينما كانت في فيلم ( لقاء في تدمر ) بطولة نهاد قلعي ودريد لحام .فقد طلب منه منتجو الفيلم أن يلحن أغنية ترحب بالضيف عند البدو لتغنيها في الفيلم المطربة يسرى البدوية . وكان عرفه قد لحن أغنية ( مكتوب على سيوفنا ) التي كتب كلماتها عمر حلبي والتي كان مقرراً أن يغنيها رفيق سبيعي بشخصية أبي صياح . فاستأذن سهيل عرفه الفنان سبيعي لتغنيها يسرى البدوية فوافق وتنازل عنها .

        ومن ألحان سهيل عرفه السينمائية التي نالت شهرة واسعة أغنية ( ياطيرة طيري ياحمامة ) لشادية . ففي عام 1969 قرر تحسين قوادري انتاج فيلم ( خياط للسيدات) بطولة نهاد قلعي ودريد لحام . وأسند اخراج الفيلم إلى المخرج المصري عاطف سالم . وكان مقرراً أن تقوم سعاد حسني ببطولة الفيلم . لكن خلافاً وقع بينها وبين المنتج جعله يستبدلها بالمطربة شادية . ووجود شادية في الفيلم يعني وجود الغناء . وتذكر عاطف سالم ألحان سهيل عرفه لصباح في أفلامها ، وخاصة أغنية ( ع البساطه ) ، فطلب منه أن يلحن لشادية أغنية لتقدمها في الفيلم . فأخبره عرفه أنه بصدد تلحين أغنية لصباح عنوانها ( ياطيرة طيري ياحمامة) كلمات عمر حلبي ، وهي غير أغنية أبي خليل القباني المشهورة . واستحوذت الأغنية على اعجاب عاطف سالم ، وطلب أن تغنيها شادية في الفيلم . وكانت صباحتستعد لإجراء التدريبات عليها تمهيداً لتنسجيلها. وأبدى سهيل عرفة موافقته بشرط أن توافق صباح . وبكل أريحية وافقت صباح على التنازل عن الأغنية ، لتسجلها شادية وتقدمها في الفيلم . وكانت الأغنية أحد أسباب نجاح الفيلم . ولحن للممثلتين نيللي ولبلبة  عدة أغنيات في أفلامهما .

ألحان لأخرى:

 

        إضافة إلى كل ذلك لحن سهيل عرفة للكثير من المطربين السوريين ، وفي مقدمتهم الفنان الكبير صباح فخري الذي غنى من ألحانه (ميلي مامال الهوى) و(يامال الشام) وهي غير أغنية أبي خليل القباني المشهورة ، وإن كانت قد استعارت المطلع فقط ، والأغنيتان وضع كلماتهما عمر حلبي ، كما لحن عرفة لصباح فخري الأغنية الوطنية (حكاية شهيد) وهي قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود عبد الرحيم . ولحن لفهد بلان أغنية (بالأمس كانت تهوى وجودي) . . وهو من اكتشف المطرب غسان ناجي ولحن له أولى أغنياته ( حلوة وذكية ) . ومن ألحانه الشهيرة الأغنية الوطنية (صباح الخير ياوطنا) التي غناها فهد يكن وأمل عرفة ، والقصيدة للشاعر اليمني عباس الديلمي الذي لحن عرفة من شعره أيضاً قصيدة (دمت للتاريخ محرباً مهابا) وغنتها أمل عرفة  التي غنت من ألحان والدها عدة أغنيات أخرى . كما لحن عرفة من شعر الديلمي نشيد (نفديك يايمن) وغناه فؤاد غازي . ومن المطربين السوريين الذين لحن لهم سمير حلمي ومصطفى نصري ودياب مشهور وعبد الرزاق محمد وموفق بهجت وجلال سالم .

لحن سهيل عرفة للكثير من المطربين العرب . وأنجح ألحانه كانت للمطرب اللبناني سمير يزبك الذي غنى من ألحانه (رشوا الملاعب ياسمين) بمناسبة أقامة الدورة الرياض   ية العربية في سورية عام 1976 ، ومما غناه سمير يزبك من ألحان سهيل عرفة أيضاً أغنيات (يعطيك العافية يابو العوافي) ،(ياحوا راح اللي راح)،(يابلادي خدي شادي) . ولحن لسميرة توفيق عدة أغنيات منها (فداكي)،(الصاروخ)،(صورني)،(ميلوا وراحو) وأغنية (يمين الله) التي غنتها سميرة في فيلم (غزلان) . والمطرب مروان محفوظ غنى من ألحان عرفة خمس أغنيات هي (ورد وشوك)،(ودي المراكب ع المينا)،(كيف حوالكن)،(جبل مع جبل مابيلتقوا) و(دوسي ع الليلك دوسي) مع المطربة أميرة . ولحن لمحمد عبد المطب أغنيتين هما (عجيب أمرك) و(على بالي) . والمطربة المغربية سميرة سعيد غنت من ألحانه (يانهر الشام) و(يادنيا) التي غنتها قبل أن يغنيها وديع الصافي . ومن تونس لحن سهيل عرفة لأحمد حمزة (قالوا هالأرض صغيرة) والحوارية (تقدر على فرقاي) التي غناها أحمد حمزة مع المطربة سلاف التي غنت من ألحان عرفة أيضاً (والله مانا تايبه) . وغنى المطرب الجزائري رابح درياسة من ألحانه (أحلى نجمية عائشة) .

أغنيات للطفولة:

 

نالت أغنية الطفل اهتماماً واسعاً من سهيل عرفة . وحرص سهيل عرفة على أن تكون جميع الأغنيات التي لحنها للأطفال باللغة العربية الفصيحة ، لأن في ذلك قيمة تربوية مهمة إضافة إلى القيم التربوية الأخرى التي تتضمنها كلمات الأغنيات. ونظم أشعار الأغنيات ثلاثة شعراء كبار وهم صالح هواري ومصطفى عكرمة وعيسى أيوب . وغنت القسم الأكبر منها ابنته أمل ، وغنى الألحان الأخرى عدد من الأطفال . وزاد عدد ألحانه للأطفال عن عشرين لحناً منها (كن حذراً) ،(حنانك ياأمي)،(شرطي السير)،(معلمتي) وغيرها .

ونال سهيل عرفة عن ألحانه للأطفال على العديد من الجوائز العربية والعالمية . أهمها الجائزة الذهبية  في مهرجان النقود الذهبية في العاصمة الإيطالية روما عام 1998 عن أغنية (يا أطفال العالم) من كلمات عيسى أيوب ، وغنتها الطفلة (آنذاك) هالة الصباغ . وحرص سهيل عرفة أن لايتضمن اللحن ربع الصوت لعلمه أنه سيعزف من قبل فرقة لإيطالية وبآلات غربية . و نال الجائزة الذهبية  للأغنية الإذاعية في المسابقة الثانية للأغنية الإذاعية التي أقامها في الخرطوم بالسودان اتحاد إذاعات الدول العربية  عام 2001 . والأغنية (ياأرضنا الجميلة) نظم صالح هواري وغناء مجموعة الأطفال . كما نال الميدالية البرونزيةمن مهرجان القاهرة عام 1999 عن أغنية (لوكنت شتاء) .

الموسيقا التصويرية:

       

وضع سهيل عرفة الموسيقا التصويرية لمجموعة من الأفلام السينمائية . وأول فيلم وضع موسيقاه التصويرية كان (الفهد) انتاج المؤسسة العامة للسينما ، ثم توالت موسيقاه التصويرية للأفلام فكان منها (السيد التقدمي) و(المغامرة) و(المصيدة) . كما وضع الموسيقا التصويرية لعدد من الأفلام الوثائقية لعدد من المخرجين . ومن أهم الأفلام الوثائقية التي وضع موسيقاها فيلم (شهادة الأطفال الفلسطينيين) اخراج فيصل الياسري ،ونال الفيلم الجائزة الذهبية في موسكو ، ونال شهادة تقدير عن موسيقاه . ومن الأفلام التي وضع موسيقاها فيلم (سورية النظرة الثانية) ، وهو انتاج مشترك بين مؤسستي السينما في سورية وألمانيا . ومخرج الفيلم الألماني طلب سهيل عرفة بالأسم لوضع موسيقا الفيلم . ووضع عرفة للفيلم موسيقا مستوحاة من لحن أغنية (تحت هودجها). ومن الأفلام الهامة التي وضع موسيقاها فيلم (نحن بخير) لفيصل الياسري ، وعنوان الفيلم مستوحى من قصيدة محمود درويش (نحن بخير طمنونا عنكم) ، وعرض القيلم في مهرجان لايبزغ بألمانيا الديمقراطية ، ونال الجائزة الفضية . ومن الأفلام الوثائقية التي وضع سهيل عرفة موسيقاها (الزيارة) لفيصل الياسري و(العودة) لمروان حداد و(تحية من القنيطرة) لوديع يوسف .

ولسهيل عرفة تجربة متميزة في وضع الموسيقا التصويرية للمسرح وخاصة المسرح القومي . ومن المسرحيات التي وضع موسيقاها (السعد) و(أيام سلمون) و(المهرج) و(انت اللي قتلت الوحش) ، وللفرق الخاصة وضع موسيقا مسرحيات عديدة منها (ليلة مابتتعوض) تأليف أحمد قبلاوي واخراج طلحت حمدي ، وغتنى فيها مصطفى نصري من ألحان سهيل عرفة أغنيتي (ياهلالاً) و(قال النجم) ،ومسرحيتا (العمر كام) و(الرفق بالانسان) .

ولسهيل عرفة تجربة متميزة في الدراما التلفزيونية . وأول مسلسل وضع موسيقاه كان مسلسل (هذا الرجل في خطر) اخراج علاء الدين كوكش . ثم توالت المسلسلات التي وضع موسيقاها ، فكان منها (دولاب) و(وضاح اليمن) و(نمر العدوان) و(ساري) و(سيرة بني هلال) و(الأميرة الشماء) و(أيام فرحة) و(وجابر وجبير) و(الزيناتي خليفة) و(أيام شامية) . وتعاون مع طلحت حمدي فوضع موسيقا المسلسلات التي أخرجها وهي (المكافأة)،(طرابيش)،(الزاحفون) و(النار والفرقة) .

وفي الإذاعة وضع سهيل عرفة موسيقا خمسة مسلسلات واسكتشات إذاعية ، ولحن فيها مجموعة من الأغنيات . وهذه المسلسلات هي (ساري) و(الحب والشتاء) اللذان غنى فيهما مصطفى نصري ومها ثروة ،واسكتشا (ياعروس) و(ياأهيل الحي) ومسلسل (أرض العجاج)وغنى فيها مصطفى نصري .

أعمال موسيقية:

        وضع سهيل عرفة عملين موسيقيين هما (صوفيات من دمشق القديمة – جزءان) و(أنغام من الريف السوري).

 

تكريم:

نال سهيل عرفة العديد من أشكال التكريم . فقد نال جائزة أفضل لحن من مهرجان قرطاج للأغنية العربية عام 1994 . و كرمته جامعة الدول  العربية ضمن مهرجانها (مهرجان الرواد) الذي أقيم في القاهرة عام 1999  ومنحته درع المهرجان . وكرمه المجمع الموسيقي العربي في اجتماعاته بدمشق عام2000 ، ومنحه شهادة تقدير لخدماته الكبيرة للموسيقا العربية .وكرمه مهرجان تكريم كبار نجوم الطرب العربي الذي أقيم في لبنان عام2001 . كما كرمه مهرجان الأغنية السورية ونقابة الفنانين ووزارة الاعلام عدة مرات .

أوتار أونلاين


تعلم الموسيقا وانت في المنزل عبر اوتار اونلاين من خلال الطلب التالي

طلب انتساب لاوتار اونلاين


log in

reset password

Back to
log in