عدنان أبو الشامات
امتداد لجيل عمالقة ااموسيقا العربية
المقال من إعداد الكاتب و المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس
الموسيقا العربية تكاد أن تصبح بلا موسيقيين كبار ، يحفظون مقاماتها وقوالبها الموسيقية والغنائية ويحرسونها من الضياع . ومن هؤلاء الموسيقيين الكبار الموسيقي عدنان أبو الشامات الذي يعتبر بحق موسوعة في الموسيقا العربية ومقاماتها وأوزانها وإيقاعاتها . وهو الذي يجهد على إحياء التراث الغنائي العربي واستمراره . وهو القادر على ذلك ، لأنه نهل الموسيقا العربية على اصولها .
دراسته الموسيقية
وعدنان أبو الشامات من مواليد دمشق عام 1934 . بدأ دراسته الموسيقية وعمره ستة عشر عاماً . فقد انتسب إلى المعهد الموسيقي الشرقي بدمشق عام 1950 . وتخرج منه عام 1954 . وتلقى في المعهد جميع المعارف الموسيقية على يد كبار الموسيقيين. فتعلم قراءة النوتة والايقاع على يد حسن دركزللي . والصولفيج عند ايليا سرمندس . وأخذ الموشحات من سعيد فرحات ، والأنغام الشرقية والأدوار من يحيى السعودي. وتعلم العزف على العود على يد فؤاد محفوظ ومحمد النحاس ، والكونترباص على يد فيلكس خوري . وأخذ رقص السماح من عبد الوهاب سيفي . والأدب الموسيقي من نسيب الاختيار .
وخلال دراسته في المعهد كان عدنان أبو الشامات يرافق سعيد فرحات وصالح المحبك في ليالي الانشاد الديني ، وشارك في الانشاد ضمن فرقة الانشاد التي يشرف عليها سعيد فرحات . ومن الذين كانوا ينشدون في الفرقة الأخوان عدنان وزهير منيني وعمر عقاد . وبذلك أضاف الآتشاد الديني إلى معارفه الموسيقية . وتعرف على أساليب التلحين فيه وقوالبه الغنائية .
المسيرة الموسيقية
بعد تخرجه من المعهد بدأ عدنان أبو الشامات مسيرته العملية مع الموسيقا . فقام بتدريس الموسيقا في المعهد الأهلي للمكفوفين . فكان يدرس طلاب المعهد نهاراً ، ، ويدرب الآنسات المبصرات ليلاً على رقص السماح . وشكل منهم فرقة للموشحات ورقص السماح ، أقامت العديد من الحفلات .
في عام 1958 التحق بإذاعة حلب عازفاً على الكونترباص ضمن فرقة الإذاعة الموسيقية .وفي حلب بدأ اولى خطوات التلحين . وأول أغنية لحنها ( طبع الملاح ) ثم الأغنية الدينية ( ياهادي روحنا للإيمان ) وغناهما محمد خيري . وتتالت بعدهما ألحانه لمطربي إذاعة حلب . فلحن لصباح فخري اثنتي عشرة أغنية ، شملت الموشحات والقصائد . من اهمها النشيد الوطني ( وطني ونذرت له الجهد ) كلمات عدنان مارتيني .
ومن الذين لحن لهم في حلب مصطفى ماهر وسحر ومها الجابري وسمير حلمي وبسمة ووداد محمد .وإضافة إلى التلحين قام بتشكيل فرقة موسيقا وغناء لنادي شباب العروبة . ولحن للفرقة اسكتش ( عيد النصر )عن الجلاء .وتم تقديمه على مسرح دار الكتب الوطنية بحلب . والاسكتش من كلمات نظمي عبد العزيز .
في دمشق
أمضى عدنان أبو الشامات في حلب نحوست سنوات . وفي عام 1964 ، انتقل إلى دمشق ، ليبدأ عمله في مديرية المسارح والموسيقا . وتولى رئاسة الفرقة الموسيقية لفرقة أمية للفنون الشعبية . وقام بجمع واعداد الكثير من الغناء الفولوكلوري من المحافظات ، وقدمته فرقة أمية . ولحن الكثير من القصائد والموشحات والأغنيات الشعبية لفرقة أمية ، ووضع لها موسيقا ثلاثين رقصة .واستمر بعمله في الفرقة حتى عام 1987 . وفي ذاك العام قدم استقالته ، ليتفرغ لنشاطه الموسيقي . وفي عام 1989 قام بتأسيس فرقة الأنغام العربية التي تولى قيادتها . ووضع هدفاً للفرقة تقديم التراث الغنائي العربي عامة والسوري خاصة ، إضافة إلى تقديم ألحانه التي هي امتداد لهذا التراث .
وحققت الفرقة حضوراً محلياً وعربياً جيداً . فشاركت في مهرجان المحبة لسنوات عدة ، وشاركت في مهرجان الموسيقا العربية بالقاهرة عامي 1993 و1998، وقدمت حفلاتها على مسرح دار الأوبرا ، وفي عام 1995 شاركت بمهرجان تستور للمالوف بتونس ، وأحيت عدة حفلات فيه . وأقامت الكثير من الحفلات في مختلف المدن السورية ، آخرها حفلة في قصر العظم في آب عام 2008 ضمن فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية .
ابداعاته الموسيقية
احتل الابداع الموسيقي حيزاً هاماً من نشاطات عدنان أبو الشامات . فلحن الكثير من الأغنيات لكبار المطربين السوريين . وبلغ عدد ألحانه / 121 / لحناً حتى عام 2000 ، كما وردت في كتابه ( ديوان الموشحات ) الصادر في نفس العام . وصباح فخري أكثر من غنى من ألحانه . فقد غنى الفنان فخري نحو أربعين لحنا له ، منها عدد من الموشحات مثل ( قد ملّ صبري ) و( أيها الوجه المنير )،(خليل لي) وحوارية(الورد بخدك والخجل) التي غناها صباح فخري مع مها الجابري ، وأعاد غناءها محمد جمال وسهام شماس . ومن الذين غنوا ألحانه مها الجابري وسحر وكروان ومصطفى ماهر ووداد محمد وياسين محمود وسميرحلمي وعصمت رشيد وعبد الرزاق محمد وسهام شماس وحمزة شكور وعبد الرحمن عطية …
كما لحن العديد من الاسكتشات والأوبريتات واللوحات الغنائية ، منها ملحمة ( الشعب البطل ) التي تحكي قصة سورية منذ مطلع القرن العشرين وحتى عام 1950 . مدتها أربع ساعات ، وتضمنت ستاً وأربعين لوحة ، منها لوحة المولوية ولوحة الكتاب لعبد اللطيف فتحي ، وقدمت عام 1965 . كما لحن أوبريت ( الربان والعاصفة ) . و(اللوحة الأندلسية ) التي ضمت عدة موشحات بمرافقة رقص السماح ، وغناها صباح فخري ومها الجابري . ووضع موسيقا العديد من المسرحيات منها( سهرة مع أبي خليل القباني ) ، (كفر قاسم ) ، ( برج المدابغ ) . ولحن عملين لمسرح العرائس هما( ألأيدي الناعمة ) و( الحسناء النائمة ) . وللتلفزيون شارك في مسلسل ( المغنون) ، إذ وضع فيه ألحان أغنيات خمس حلقات لأمل عرفة وعبد الرحمن عطية وعصمت رشيد وعمر صابوني . كما في مسلسل (الوادي الكبير) الذي قام ببطولته صباح فخري ووردة الجزائرية ، ولحن فيه خمس أغنيات منه موشح (إن في جنبيّ قلباً متعباً) . واشترك في تلحين المسلسل الديني (أسماء الله الحسنى) مع الملحنين ابراهيم جودت وعبد السلام سفر ، وكان نصيبه عشرة ألحان.. وفي الموسيقا الآلية وضع عشرة سماعيات من مقامات مختلفة وثلاث مقطوعات موسيقية .
البحث الموسيقي
تعمق عدنان أبو الشامات في الموسيقا العربية ومقاماتها وعلومها ، ساعده على أن يخوض غمار البحث الموسيقي . فوضع العديد من الكتب والأبحاث الموسيقية . ففي عام 1997 وضع كتاب( المنهاج الشامل) لصالح نقابة الفنانين ، وتضمن برنامجاً موسيقياً كاملاً لفحوص الموسيقيين المتقدمين إلى عضوية النقابة . وشارك بتأليف ثلاثة كتب لمهرجان الأغنية السورية عن أحمد الأوبري وعمر البطش وأبي خليل القباني . وكان يقوم هو بإعداد القسم الخاص بألحان الموسيقيين الثلاثة . ووضع كتاب ( ديوان الموشحات ) الذي صدر عام 2000 . وضمنه جميع ألحانه حتى تاريخ صدور الكتاب بالنوتة والكلمة .
رحل الفنان عدنان أبو الشامات يو الثنين 7 آذار 2011 عن سبعة وسبعين عاماً، ودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق.
تكريـــــم
نال الفنان عدنان أبو الشامات العديد من أشكال التكريم منها :
- براءة تقدير من نقابة الفنانين- 1985.
- شهادة تقدي منمهرجان المحبة- 1991.
- دبلوم شرق من معهد حلب للموسيقا- 1993.
- شكر وتقدير من دار الأبرا المصرية- 1993.
- شهادة تقدير من وزارة الإعلام السورية- 1987.
- الأورنينا من مهرجان الأغنية السورية لأفضل لحن – 1997.
- شهادة تقدير من المجمع العربي للموسيقثا- 2000.
أوتار أونلاين
تعلم الموسيقا وانت في المنزل عبر اوتار اونلاين من خلال الطلب التالي
طلب انتساب لاوتار اونلاين