سليم سروة…عازف القانون والملحن
المقال من إعداد: المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس
سليم سروة عازف قانون وملحن ومؤلف موسيقي وقائد فرقة موسيقية . ولد في دمشق بتاريخ 23 / 11 / 1932. ونشأ في بيت يعشق الفن فوالده باسيل سروة كان مطرباً مشهوراً وضارب ايقاع بارع .
بدأ سليم سروة رحلته مع الموسيقا دون العاشرة من عمره باشراف والده . ففي عام 1936 سافر الوالد إلى القدس للعمل في إذاعتها ، واصطحب معه أفراد أسرته بما فيهم سليم . وفي القدس اختار الوالد أن يتعلم سليم العزف على آلة القانون ، وبالفعل اشترى له قانوناً صغيراً (استنبولي) ، ودفع به إلى عازف القانون المصري محمد عطية ليعلم ابنه سليم العزف على القانون . بينما اختار لابنه الثاني اميل العزف على الكمان ، ثم تابع سليم دراسة القانون على يد عازف القانون ابراهيم عبد العال الجرشة لمدة سنة ، ومن ثم تتلمذ على يد عازف القانون المصري عبد الفتاح منسي سنة أخرى . وكانت دروس منسي بطريقة علمية مع النوتة .ثم عازف القانون المصري أيضاً عبده عوض . وأخيراً درس على يد عازف البيانو الفلسطيني يوسف بتروني ، الذي علمه طريقة العزف على القانون بطريقة البيانو ، فافاد منها سليم سروة في رفع سوية تقنياته في العزف.
وفي عام 1946قدم سليم سروة أول عزف له على القانون عبر أثير إذاعة القدس . وفي عام 1947 تم تعيينه عازفاً ضمن الفرقة الموسيقية للإذاعة،فكان أصغر عازفي الفرقة سناً . وفي نفس العام بدا أول محاولة في التلحين وكانت لأغنية (يوم عسل ويوم بصل) للمطرب المصري سعد ابراهيم . وفي عام 1948 وعلى اثر وقوع نكبة فلسطين انتقل سليم سروة للعمل في إذاعة رام الله . وفي عام 1950 توفي والده ، فعاد إلى دمشق ليبدأ مرحلة جديدة عازفاً على القانون ضمن الفرقة الموسيقية لإذاعة دمشق بدءاً من تاريخ 3/ 5/ 1951. وفي عام 1956 تولى قيادة الفرقة الموسيقية الأولى للإذاعة . واستمر في قيادتها حتى تقاعده . وفي عام 1952 بدأ سليم سروة أولى محاولات التأليف الموسيقي ، عندما وضع مقطوعة (ناديا) على اسم خطيبته التي أصبحت زوجته فيما بعد .
خاض سليم سروة غمار التلحين ، ووصل عدد ألحانه إلى ألف لحن توزعت في مختلف قوالب الغناء العربي . فلحن في قالب القصيدة الكثير، من أهمها ( سلي فؤادي عن الخضراء ياحلب) للشاعر التونسي أحمد الغربي وغناها صباح فخري وهي عن تونس ، وقصيدة (شكونا إلى أحبابنا) شعر عبد الله الأحوص وغنتها مها الجابري ، وقصيدة (زيدي علواً ياشآم) شعر صالح هواري وغناء فاتن حناوي . ولحن عدداً قليلاً من الموشحات منها موشح(ياحبيب الروح) كلمات عمر حلبي وغناء ياسين محمود ، وموشح(مطرف الحسن) شعر مصطفى البدوي وغناء مصطفى نصري .
وفي قالب الاسكتش لحن سليم سروة مجموعة من الاسكتشات الوطنية .منها اسكتش (سكة الحديد) كلمات منيف حسون ، وشارك بالغناء فيه سمير حلمي وسحر ، وقدم بمناسبة تدشين شبكة السكك الحديدية الجديدة في سورية عام 1968 ، واسكتش (قصة الجلاء) كلمات عمر حلبي وغناء فهد بلان والمجموعة ، وقدم بمناسبة عيد الجلاء عام 1962 . ومعظم ألحان سليم سروة الأخرى في قالب الطقطوقة ، من أشهرها (آه منك ياهوى) كلمات فوزي المغربي وغناء مصطفى نصري ، و(بعيونك حاكيني) كلمات حسين حمزة وغناء كروان ، والطقطوقة الوطنية الجميلة ( ياطير سلملي ع سورية) كلمات عيسى أيوب وغناء معن دندشي ، والأغنية تذكر أكثر أسماء أكثر من خمسين مدينة وبلدة وقرية في سورية .ولحن سروة لسلامة الأغواني عدداً قليلاً من المونولوغات التي نظمها الأغواني نفسه ، ومنها ( الثورة خلقت حرية) و(سجل ياتاريخ تذكار) .
ومن الذين غنوا ألحان سليم سروة غير الذين ذكرنا رفيق سبيعي ونورهان ومها ثروة ومصطفى فؤاد وطروب وبسمة وشادي جميل وسحر وسمير حلمي ومعين الحامد وعدنان راضي ومن لبنان سميرة توفيق وطوني حنا وليلى مطر ودلال شمالي .
خاض سليم سروة غمار التأليف الموسيقي، فوضع عدداً من الأعمال الموسيقية في قوالب الموسيقا العربية مثل السماعي ، كما وضع بعض المؤلفات في قوالب الموسيقا الأوربية الكلاسيكية منها( كونشرتو القانون رقم1).وفي مجال الموسيقا التصويرية وضع موسيقا مسلسلات (ابتسامة جافة) ، (الورقة البيضاء) ،(عابرسبيل) ،(مشعل) ،(البسطاء)، والمسلسل الكويتي (سعد وفتنة) وغيرها. ووضع موسيقا الفيلمين الطويلين (الصديقان) و(عاريات بلاخطيئة) والفيلمين الوثائقيين (التكية السليمانية)و(أثار سورية) .وفي عام 1987 وضع موسيقا حفلي الافتتاح والختام لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
من نشاطاته الأخرى قيامه بالتدريس في المعهد العربي للموسيقا عند افتتاحه عام 1961، ومن طلابه فيه عبد الوهاب عتمة ومحمد عتمة وحنا سروة . وفي مجال قيادة الفرق الموسيقية قاد فرقة إذاعة دمشق الموسيقية لسنوات طويلة، وفي عام 1959 شكل فرقة خاصة به أطلق عليها اسم (فرقة دمشق) ، وفي عام 1997 شكل فرقة من طلاب المعهد العالي للموسيقا وقادها في عدة حفلات . وفي أواخر عام 1994 شارك بمؤتمر ومهرجان الموسيقا العربية الثالث في القاهرة ، وألقى محاضرة عن الفرق بين الكومات في آلتي القانون والأورغ ، وكان عضواً في لجنة مسابقة آلة القانون في المهرجان . وقدم فيه عزفاً على القانون لمدة /25 / دقيقة .
وتوج سليم سروة رحلته مع آلة القانون بتأليف منهاج تعليمي له صدر عن الهيئة العامة للكتاب بسورية . ضمنه خلاصة خبرته في القانون عازفاً ومدرساً له .
أوتار أونلاين