سمير كويفاتي


سمير كويفاتي.. وخط موسيقي جديد

 المقال من إعداد المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس

          سمير كويفاتي ملحن وعازف على البيانو والأورغ والأوكرديون وموزع موسيقي ، إضافة إلى كتابته لكثير من الأغنيات التي لحنها . مواليد حلب عام 1960 . بدأت حكايته مع الموسيقا وهوطفل ، فدرسها في المعهد العربي للموسيقا بحلب على يد سالم بالي وفاتشو ملميان . أما الموسيقا كنشاط فبدأ يمارسها في الكنيسة . فقد نشأ على الموسيقا الكنسية . وتآلف مع آلة الأرغن . ورتل ضمن كورال الكنيسة . وبدأ يعزف على آلة الأوكرديون . ثم تعلم العزف على البيانو عام 1975.

        بدأ سمير كويفاتي التلحين عام 1993 مقتدياً بالمدرسة الرحبانية . وهو من الملحنين القلائل الذين يلحنون على آلة البيانو . وأول لحن وضعه كان لأغنية ( لحظة ) لميادة بسيليس التي تعرف عليها وهي تغني في منظمة الطلائع وعمرها عشر سنوات . وكان يتولى تدريب الكورال التي كانت ميادة فيه . وهو يكبرها بسبع سنوات . وبعد فترة وضع سمير بعض الألحان ، وسجلها بصوت ميادة. ومالبث أن تزوجها ، وشكل معها ثنائياً فنياً ناجحاً . ومن أجل تقديم ألحانه كما يريد شكل فرقة موسيقية وتولى قيادتها ، كما أنشأ استديو أطلق عليه (مايسترو) من أجل تسجيل موسيقاه والحانه فيه . وعام 1978 ألف  فرقة موسيقية صغيرة قدم من خلالها ثلاث مسرحيات للرحابنة وفيروز .

        نهج سمير كويفاتي في ألحانه وموسيقاه نهجاً خاصاً بعيداً عن السائد  متأثراً بالمدرسة الرحبانية دون أن يكون أسيراً لها . فأحدث تجديداً في الغناء من خلال ألحانه لزوجته ميادة بسيليس . وتظهر خصوصيته في التلحين في الكثير من الأغنيات مثل (كذبك حلو) و(ياغالي) وغيرها . كما نهج نهجاً جديداً في مض2امين أغنياته ، خصوصاً في الأغنيات التي كتبها له الشاعر سمير الطحان . ففي أغنية (طالع من العتمات) التي تتحدث عن الفدائي الفلسطيني الذي يقاتل من أجل استعادة أرضه السليبة ، تناول سليم طحان الموضوع باسلوب بعيد عن الخطابة والمباشرة التي عرفناها في كثير من الأغنيات الوطنية ، إنما تضمنت الكلمات إشارات تدل على ذلك (ياحامل روحك على كفك / بالوفا مافي حدا قدك) ، وفي مقطع آخر استفاد الشاعر من اسلوب الأهازيج الشعبية الفلسطينية وكتب مقطعاً من الأغنية على منوالها :

هلا هلا هيا هيا

هلا هلا ياحريه

يللا واطوي العدا طيا

وقام سمير كويفاتي بتلحينها بنفس اسلوب الغناء الشعبي الفلسطيني . وحتى في الأغنيات غير الوطنية نلمس تلك الصور المبتكرة ، كما في أغنية (ستي ياستي) التي كتبها سمير طحان أيضاً . ويقوم موضوعها على تذكر الجدة فشروق الشمس يذكر بابتسامتها وانهمار المطر بحزنها ودموعها ن وجاء لحن سمير لهذه الأغنيات رشيقاً معبراً . ويتكرر ذلك ولكن بأسليب مختلفة كما في أغنيات (خليك على قدك) و(ياغالي) و(كذبك حلو) وغيرها. وبالتأكيد فإن أداء ميادة لهذه الأغنيات أضفى المزيد من الجمالية عليها .

ومعظم الحانه لزوجنه ميادة ، إلا أنه لحن لعدد من المطربين والمطربات ، فلحن لميشيل أشقر أغنيتين هما (ماعادوا سألوا علي) و(صايب ياصوان) ولروعة عصاصة (لاتبعتيله خبر) وقدمت الأغنيات الثلاث في مهرجان الأغنية السورية . لكن ألحانه لميادة تبقى الأجمل . كما خاض سمير غمار تلحين أغنيات الأطفال ، ومن ألحانه (مدرستي) وغنتها ابنته نور، و(ياأمي لاتهتمي) وغنتها ابنته مرح وقدمت الأغنيتان ضمن مسابقة أغاني الطفولة في مهرجان الأغنية السورية السابع .

خاض سمير كويفاتي غمار الغناء الوطني ،فلحن مجموعة جميلة من الأغنيات الوطنية . بلغ عددها تسعاً . من اهمها أغنيتان كلماتها للشاعر الكبير يوسف الخطيب . الأولى (أجراس بيت لحم) التي قدمها سمير خلال انتفاضة شعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع ضد العدو الصهيوني . والأغنية الثانية (عاش الولد) التي تتحدث عن الطفل الشهيد محمد الدرا ، وتحكي كيف اغتاله الجنود الصهاينة المجرمون بدم بارد وهو يحتمي بوالده . ومن الأغنياتع الوطنية الأخرى التي لحنها سمير (القدس) و(زفة الشهيد) و(من يقرع بعدي) .

وإضافة إلى تلحين الأغنيات ، وضع سمير موسيقا وألحان شارات الكثير من المسلسلات التلفزيونية . وتنقسم الشارات التي وضعها للمسلسلات إلى قسمين . الأول موسيقا فقط ويزيد عددها عن خمسة وثلاثين مسلسلاً من أشهرها (اخوة التراب) و(عصر الجنون) و(هوى بحري) . والقسم الثاني من المسلسلات التي وضع شاراتها سمير كويفاتي كانت غناء، ومعظمها غناء ميادة بسيليس ، وشارك بغناء بعضها ميشيل أشقر ونورا رحال . ومن هذه المسلسلات (أبناء القهر) و0أبناء الغضب) و(قبل الغروب) .

وإضافة إلى كل ذلك خاض سمير كويفاتي غمار التأليف الموسيقي ، فوضع مجموعة من المقطوعات الموسيقية أصدرها في اسطوانة ليزرية (CD) حملت عنوان(فرح)،وتضمنت الاسطوانة ثماني مقطوعات موسيقية هي (سارة)،(نورا)،(صوفيّة)،(حوريّة)،(جواهر)،(جوهرة)،(قرويّة) و(بدوية) .

وقام سمير كويفاتي بإعداد وتوزيع مجموعة من الأغنيات القديمة ،حملت عنوان (بانوراما) صدرت في اسطوانة ، وتضمنت بانوراما لبعض اغنيات المدن السورية وأخرى للغناء الشبي في الريف السوري ن ثم مجموعة أغنيات دول الوطن العربي (تونس ،الأردن ،العراق ،الخليج،المغرب ، السودان ،مصر ، لبنان وسورية . وتضمنت المجموعة أيضاً بانوراما لأغنيات الورد وأخرى لأغنيات اللا لا .

 أوتار أونلاين.

 


log in

reset password

Back to
log in