راشد الشيخ


راشد الشيخ… رحلة طويلة مع الموسيقا

المقال من إعداد: المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس

راشد الشيخ شاعر غنائي وملحن صاحب مسيرة طويلة تزيد عن ستين سنة . كتب خلالها ولحن المئات من الأغنيات التي شدى بها الكثير من المطربات والمطربين السوريين ، إضافة إلى نشاطات موسيقية أخرى كالغناء والعزف على العود .

ولد راشد الشيخ عام 1929 . ووالده الفنان الكبير عبد الغني الشيخ . وفي سن الخامسة أجاد الطفل راشد تجويد القرآن الكريم في أحد الكتاتيب . وفي السابعة بدأ يرافق والده ضمن فرقته التمثيلية الغنائية . ومن خلال فرقة والده كان يؤدي مع شقيقه عبد الستار مونولوغات ثنائية ، وأحياناً ثلاثية مع والدهما . وفي نفس الوقت درس العزف على العود على يد معلم تركي اسمه (سيزاك) . وتعلم النوتة والمقامات الموسيقية على يد الموسيقي اللبناني عبد الغني شعبان .

وكانت الانطلاقة الأولى لراشد الشيخ مطرباً وعازفاً ضمن فرقة والده ، ومع الفرقة زار حلب وغنى على مسارحها ، وزار معظم المدن السورية إضافة إلى بغداد والموصل في العراق . وشارك مع الفرقة بتقديم المونولوغات الناقدة في إذاعة الشرق الأدنى . وكان ذلك كله في الأربعينات من القرن العشرين .

في عام 1948 بدأ راشد الشيخ نشاطه في إذاعة دمشق مطرباً وعازفاً على العود ضمن فرقة الإذاعة الموسيقية . وفي مطلع الخمسينات سافر إلى بغداد ، حيث عمل عازف عود ضمن فرقة ناديا العريس المسرحية الغنائية ن وسجل إذاعة بغداد العديد من الأغنيات بصوته . وفي عام 1954 عاد إلى دمشق ليعاود نشاطه من خلال إذاعتها مطرباً وعازفاً على العود ضمن الفرقةالموسيقية التي كان يرأسها تيسيرعقيل . كما كان ضمن الوفد السوري الذي شارك في مهرجان الشباب الآفرو أسيوي الذي أقيم في القاهرة منتصف الخمسينات من القرن العشرين ، وكان يرأس الوفد فخري البارودي . وفي تلك الفترة بدأ راشد الشيخ أولى خطواته في التلحين وكتابة كلمات الأغاني .

مع بداية الستينات بدأ نجم راشد الشيخ يلمع كشاعر كلمات وملحن . لاسيما بعد أن توقف عن الغناء بسبب مساحة صوته الصغيرة . وخلال رحلته مع التلحين خاض غمار تلحين معظم الألوان الغنائية كالطرب الثقيل والخفيف والأغنية الشعبية والبدوية والقصيدة ، كما كتب كلمات الكثير من الأغنيات لحن قسماً منها ، وأعطى القسم الآخر لملحنين آخرين . ومن بدايات وتلحينه أغنيتان وطنيتان (بدنا نهد الاستعمار)من كلماته وغناها محمد كريم و(يوم التار) من كلمات مسلم برازي وغناء تحسين جبري . ولحن لطروب في بدايتها في الخمسينات من القرن العشرين عدة أغنيات منها (على جسر الحبيب حبايبي نسيوني) و(يابو رموش العنترية ) و(يامعلم)، كما غنت المطربة ميادة شقيقة طروب ثلاث أغنيات من كلماته وتلحينه هي (حبيبي الأسمر شاغلني) و(يابلادي الحلوة يابلادي ) و(قالت لي العصفورة) .

       وتوالت بعد ذلك ألحان راشد الشيخ للمطرين والمطربين . فلحن للمطربة سحر الكثير من أغنيات المسلسل الإذاعي (حكاية حسنا) وأغنيات أخرى منها (رايحة جايي حد البيت ) . وغنت أنعام الصالح من ألحانه (هدّى الحمام طار الحمام) وقصيدة ( الرسائل الكاذبة ) نظم أحمد قنوع . أما سمير حلمي فغنى من ألحانه (غلب الشوق غلب ) ، ولحن لعبد الرزاق محمد قصيدة (ياأسمر) وأغنيتي (وقت الغروب) و(ياجارتنا) كلمات عيسى أيوب . ومن المطربين الذين غنوا كلماته وألحانه سهام رفقي وكروان وياسين محمود وأغاريد وفتاة الفيحاء ويونس محمد وداوود رضوان وحمد خيري ومعن دندشي وعبد الرحمن عطية . ولحن للمطربة المصرية سوزان عطية قبل اعتزاله أغنيتي (ضوينا شمعة) و(راح وماودعني) .

وقام راشد الشيخ بزيارات كثيرة إلى بيروت ، ولحن خلالها لعدد من المطربات والمطربين اللبنانيين مثل نور الهدى وسهام شماس ومحمد مرعي ووداد ومحمد كريم . وخلال زياراته العديدة إلى الأردن لحن للمطربة الأردنية سهام الصفدي أغنيتي (يابو العبا ماأصعبا) و(بحبك ياشوقي قد نجمات السما) ، ولحن للمطرب اللبناني فؤاد حجازي الذي كان مقيماً في الأردن آنذاك أغنية (غوالي غوالي) .

وإضافة إلى الأغنيات التي وضع كلماتها ولحنها ، نظم كلمات الكثير من الأغنيات التي لحنها غيره من الملحنين ، كأغنية (ياساكن بالحي جديد) التي لحنها وغناها رفيق شكري . ومن الملحنين الذين لحنوا كلماته سهيل عرفة وزهير عيساوي وياسين العاشق وسليم سروة .

 

أوتار أونلاين


log in

reset password

Back to
log in