رضوان رجب


رضوان رجب .. مؤسس الغناء الجاد

المقال من إعداد: المؤرخ الموسيقي أحمد بوبس

 

      الموسيقي السوري رضوان رجب هو مؤسس الأغنية الجادة ، وهي الأغنية التي تعتمد على النصوص الشعرية الفصيحة وخاصة الشعر الحديث ( قصيدة التفعيلة) . كما له تجربة في التأليف الموسيق بالقوالب العربية والكلاسيكية الأوربية .ساعده في ذلك دراسته الموسيقية الآكاديمية .

        ولد رضوان رجب عام 1947 في حلب . وكان والده منشداً في الموالد والأذكار ، فكان يصطحب معه ابنه رضوان .فتعلم الابن فنون التراث الغنائي العربي والديني . وتعلم القدود والموشحات . وما أن شب قليلاً حتى انتسب إلى نادي شباب العروبة . حيث تعلم فيه مبادئ الموسيقا على أيدي كبار الموسيقيين في حلب، ومارس بعض النشاطات فيه . وبعد أن نال شهادة الدراسة الثانوية ، سافر إلى بيروت ليلتحق بالمعهد الوطني اللبناني للموسيقا . ودرس لسنة واحدة ، ثم سافر إلى مصر ليلتحق بالمعهد العالي للموسيقا العربية في القاهرة . وتخرج منه باختصاص التأليف الموسيقي عام 1975. وخلال دراسته في القاهرة لحن لعدد من المطربات و المطربين  مثل سعاد محمد وموفق بهجت وشهرزاد .

      بعد تخرجه من المعهد سافر إلى ليبيا ، حيث قام بالتدريس فيالمعهد الوطني للموسيقا بطرابلس  ، ليعود بعد ذلك إلى دمشق . ليعمل خبيراً موسيقياً في إذاعة دمشق ومشرفاً موسيقياً في منظمة طلائع البعث . إضافة ألى التدريس في معهد اعداد المدرسين . وفي عام 1987 سافر إلى الإمارات العربية المتحدة ، ليعمل في تدريس الموسيقا . واستمر في عمله هناك حتى رحيله في السادس والعشرين من تشرين أول 2001.

      خاض رضوان رجب غمار التلحين ، وبدأ ذلك في القاهرة حين لحن لعدد من المطربين والمطربات منهم سعاد محمد ونجاح سلام وشهرزاد وموفق بهجت . وخلال عمله في الإمارات لحن الكثير من الأغنيات باللهجة الخليجية لعدد من الشعراء مثل محمد بن راشد وسلطان العويس ومحمد راشد بن مكتوم . وغنى ألحانه تلك الياس كرم وعمر سرميني وعبد الرحمن عطية وأصالة نصري وفؤاد غازي .

       وللطلائع لحن أربع مسرحيات ومايزيد عن مئة أغنية للأطفال ، لكن العطاءالأهم لضوان رجب في التلحين كانت مع المطرب فهد يكن ، حيث قدّم الاثنان العديد من الأغنيات الجادة تحت عنوان ( انشودة عربية للمستقبل ) . وفيها قام رضوان بتلحين مجموعة من النصوص الشعرية من نوع التفعيلة رلكبار الشعراء العرب في العصر الحديث ،وبلغ عدد ألحانه فيها اثنين وعشرين لحنا ، وكانت تجربة ناجحة .

      ومن ألحانه هذه ( مازلت أغني ) شعر محمد الفيتوري ، ( المغني والقمر ) شعر عبد الوهاب البياتي ،( احتراق) شعر بدر شاكر السياب ،( اسمعها تناديني ) شعر عبد الوهاب البياتي .لكن من أجما مالحن رضوان رجب عدداً من قصائد الشاعر محمود درويش منها( عن الصمود ) و ( عندما يسقط القمر) التي تقول كلماتها :

                         عندما يسقط القمر

                         كالمرايا المحطمة

                         يكبر الظل بيننا

                         والأساطير تحتضر

                         لاتنامي حبيبتي

                         جرحنا صار أوسمة

                         صار ورداً على قمر

      إضافة إلى التلحين خاض رضوان رجب غمار التأليف الموسيقي . وبدايته كانت مع الموسيقا العربية . واول عمل موسيقي وضعه أثناء دراسته في القاهرة . وهو سماعي من مقام حجاز كار ، شارك به في مسابقة أقامها المجمع الموسيقي العربي عام 1973 في تونس . واحتل رضوان به المرتبة الثامنة بين الأعمال المشاركة . لكن بعد تخرجه تحول إلى التأليف في القوالب الموسيقية الكلاسيكية الأوربية . ومن أهم أعماله فيها متتالية حملت عنوان ( أرابيسك ) . وهذا العمل وإن جاء في قالب غربي ألا أنه جاء بروح شرقية . وتألف العمل من جزأين ، كا منهما يضم ست حركات . قام المؤلف ببناء بعضها على موسيقا شعبية عربية من سورية والخليج وليبيا. ففي الحركة الأولى التي حملت عنوان ( تراثيات) استخدم فيها موسيقا الأغنية الشعبية ( البنت الشلبية ) . والمتتالية صدرت في شريط كاسيت بأداء عازفة البيانو البلغارية  يوليا دانيفا ( زوجة رضوان ) .

أوتار أونلاين


log in

reset password

Back to
log in